٢٥ شوال ١٤٣٢ هـ

فأر وقطة

 

في كلّ يومٍ أرى شيئاً مقروضاً في غرفتي دفتراً أوراقاً ممسحة
منديلاً وعرفت أنّ فأراً هو الذي يعبث في غرفتي بلا خوفٍ أو رقيب‏
ماذا أفعلُ وفكّرتُ طويلاً
رسمتُ قطّةً بأقلام ملوّنة القطّةِ فاتحة فاها مكشرّة عن أنيابها
ووضعتها بصورةٍ واضحةٍ أمام مكتبي وأمامها من الجهة الثانية
مرآة كي تظهر قطتين بدل قطّةٍ واحدة
آه كلّ شيء كان سالماً في غرفتي في اليوم الأول
وضحكت وكذلك بقيتْ حاجياتي سالمةً في اليوم الثاني
ابتسمتُ وقلتُ في نفسي
لقد انطلتِ اللعبةُ على الفأر
ولكنّ في اليوم الثالث وعندما عدّتُ من المدرسة
وجدتُ صورة القطّة قد شُطِبَ عليها بالقلم الأحمر بعلامة × ومكتوب تحتها بخطّ واضح
انخدعتُ بقطّتكَ المزيّفة هذهِ يومين فقط، ألا يكفي هذا
وهكذا عادَ الفأرُ إلى عملهِ السابق في غرفتي
وعدّتُ أنا أفكّرُ بخطّةٍ جديدة للتخلص منه

الثعلب والعنزات الصغار

في غابة من الغابات الكبيرة كانت تعيش عنزة مع جَدْيَيها الصغيرين في سعادة وسرور كانت الأم تذهب كل يوم إلى المرعى لتجلب لصغيريها العشب والحليب، فيما يبقى الصغيران في البيت يلعبان ويمرحان إلى حين عودة أمهما من المرعى وكان يعيش في هذه الغابة أيضاً ثعلب مكّار. استمرت سعادة العنزة مع جدَييها إلى أن جاء يوم جاع فيه الثعلب، ولم يجد ما يقتات به من الطعام، فأخذ يفتّش في الغابة الكبيرة علّه يجد شيئاً يسكت به جوعه، وبينما هو يفتّش مرّ من تحت شباك بيت العنزات، فإذا به يسمع صوت العنزة الأم توصي صغارها بعدم فتح الباب لأي أحد إلى أن يسمعوا صوتها هي وحدها فيفتحوا لها.

مدّ الثعلب رأسه بحذر شديد، فرأى جديين صغيرين جميلين، يهزان رأسيهما طوعاً لأمهما فسال لعابه عليهما وأخذ يحلم بصيدهما وأكلهما وقال في نفسه سوف أنتظر ذهاب الأم وأقتحم البيت وآخذ الصغيرين.

                 انتظر الثعلب برهة من الزمن إلى أن ذهبت العنزة الأم، وأغلقت الباب خلفها، فاختبأ خلف شجرة كبيرة، وانتظر حتى غابت العنزة الأم عن عينيه، فقال والفرح يغمر قلبه. الآن جاء دورك أيها الثعلب الذكي

دقّ الثعلب على الباب، فردّ عليه أحد الصغيرين بصوته البريء من بالباب ردّ الثعلب بخبث أنا أمكما.. افتحا الباب يا صغاري ولكن صوت الثعلب كان خشناً غليظاً، فعرف الجدي أنه الثعلب الماكر فقال بغضب. اذهب أيها الثعلب الماكر.. إن صوتك خشن، وأمّنا صوتها جميل وناعم

حارَ الثعلب ماذا يفعل وكيف يجعل صوته ناعماً، وبينما هو يعصر مخّه، تذكّر صديقه الدبّ فقال في نفسه. سأذهب إلى صديقي الدب وآخذ منه قليلاً من العسل ليصير صوتي ناعماً انطلق الثعلب يجري ويجري إلى أن وصل إلى بيت الدبّ، فدقّ الباب، وجاءه صوت الدبّ من الداخل من يدقّ بابي في هذه الساعة